الى روح سمير البكوش
فقدت الجامعة التونسية يوم 18سبتمبر 2008 الأستاذ سمير البكّوش الذي وافاه الأجل بالمستشفى الذي دخله للقيام بمراقبة طبيّة روتينيّة إثر توعّك ألمّ به.
ولد سمير البكّوش في 29/11/1953 وتخرج سنة 1979 من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة (شارع 9 أفريل) ، درّس بالتعليم الثانوي سنوات عدّة قبل أن ينتدب بالتعليم العالي إثر إنجازه أطروحة دكتورا ناقشها في أفريل 1999. وخلال كامل هذه السنوات الطوال كانت حياته زاخرة بالنشاط في عديد المجالات.
فقد درّس تاريخ تونس والتاريخ الغربي بكلية الآداب بمنوبة وكانت له مساهمات إعلامية وبيداغوجية من خلال دروس التاريخ التي كان يلقيها إلى التلاميذ والطلبة عبر القنوات التونسية الإذاعية والتلفزية
كما كان سمير البكوش باحثا مقتدرا ذا باع إذ أرسى مع زملائه اللبنات الأولى للندوات الخاصّة بالتاريخ الجهوي. وزار ضمن بحوثه مناطق بنزرت والكاف و باجة والقيروان وقابس و جرجيس وكثيرا من ولايات الجنوب الغربي بل اهتم أيضا بمنطقة طرابلس
كما اهتم في أعماله الأكاديمية بقضايا محلية وعربية خصبة و متنوّعة مثل حركة طلبة الزيتونة والعمّال المهاجرين إلى فرنسا والحركة النقابية في تونس وقيادات الحركة الوطنية. كما بحث في اصداء اندلاع الثورة الجزائرية بالبلاد التونسية وتعرف على خصائص هذه الثورة وعلى موقف الفرنسيين منها
غير أنّ نشاطه الأوفر كان ضمن وحدة البحث المتخصصة في دراسة الجمعيات بكلية الآداب بمنوبة حيث كانت أبحاثه ونقاشاته وتعقيباته مثار اهتمام زملائة وطلبته على السواء منخرطا ضمنها في إعداد تأليف حول الجمعيات الثقافية خلال الحقبة الاستعمارية هو الآن تحت الطبع
وقد كان للفقيد نشاط نقابي ايضا اذ عرف عنه التزامه الشديد بقضايا الجامعة ومساهماته الرصينة في الدفاع عن الهياكل النقابية الجامعية .
لقد فقد زملاء سمير فيه الزميل المخلص والمربّي الفاضل والصديق المعطاء والرفيق الملتزم بقضايا الإنسان والمجتمع والباحث المقتدرّ الذي ما إن ينتهي من بحث أو مقالة حتى ينخرط في عمل بحثيّ آخر.
وقد عرف الفقيد العزيز بطبع هادئ، رصين ، يجمع الفرقاء، ويضع نفسه على ذمّة زملائه وأصدقائه وطلبته .
أمّا سمير الإنسان فهو مودّة صافية وأخوّة خالصة وصداقة تلقائيّة ، لا يحمل في سويداء قلبه إلى النّاس سوى المحبّة: يقدّم لك دائما ما تطلب قدر مستطاعه بل قبل أن تطلب أحيانا ويعطي العطاء السخيّ دون منّ ولا كلل
هذا قليل من كثير يقال في سمير، عسى أن يرزق الله زوجته وأبناءه وعائلته وزملاءه وأصدقاءه ورفاق دربه بوحدة البحث و زملاءه وطلبته جميل الصبر والسلوان.
الكاتب العام
عبدالسلام الككلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق