الخميس، 12 فبراير 2009

راي حر من النقابي بوبكر المقبلي

ان لم تستح .......


نشرت جريدة "الشروق" حوارا أجرته مع السيد عبيد البريكي بتاريخ 4 فيفري 2009 باعتباره متحدثا بإسم الاتحاد العام التونسي للشغل وبأعتباره "أبرز الوجوه النقابية على الساحة النقابية اليوم" ، تطرق فيه إلى عدة مسائل إما بصورة مباشرة كحديثه عن غزة أو المفاوضات في قطاعي الصحة والتعليم العالي،
أو بصفة غير مباشرة كإثارته للحوض المنجمي والمعارضة النقابية والتعددية النقابية وغير ذلك...، وقبل التطرق إلى ما ورد في حديثه من محتوى لنا أن نتساءل عن هذا الدور الجديد لعبيد البريكي الذي أوكل له لينصب نفسه ناطقا رسميا بإسم المنظمة الشغيلة.

وكما سبق ذكره فقد تصدر التصريح حديثه عن غزة بشيء من التفصيل وذلك على حساب القضايا النقابية المطروحة على الساحة التي كان من المفروض أن يوليها العناية التي تستحق.
فلئن كنا متضامنين مع النضال الفلسطيني عامة ومع منزع الممانعة الذي تتبناه المقاومة بمختلف فصائلها خاصة ..’ فإننا لا نجاري البريكي عندما يتباهى، في تصريحه ، مضخما دور الاتحاد إزاء القضايا العربية عامة (العراق،جنوب لبنان..) والفلسطينية خاصة.. مؤكدا على ما تفضل به الاتحاد على "شعبنا في غزة" ومعتبرا أن القضية "قومية" مما يوحي بإنتماء عقائدي معلوم للسيد البريكي، أو رغبته في مغازلة أصحاب ذالك التوجه.
وفي العنصر الثاني من تصريحه أقام السيد البريكي مقارنة بين مواقف النقابات الأوروبية من غزة ومن الحوض المنجمي مستغلا الفرصة اذ يقول "يسارع بعضها الى مؤازرة أبناء الحوض المنجمي " في حين أنها لا تقدر على استصدار بيانات تعاطف مع شهداء أبناء شعبنا في غزة"
واذا كانت بعض المنظمات النقابات الأوربية قد تضامنت مع تعرض له مناضلو الحوض المنجمي فلماذا تستغرب من ذلك والحال أنك "عضو بارز" في منظمة شغيلة كنت أولى بالدفاع عنهم وبالأحرى بتثمين من دافع عنهم مهما تكن مشاربه، ثم اذا كانت المنظمات الأجنبية والجمعيات المدنية التضامنية قد أولت عنايتها بالمناضلين فما العيب في ذلك؟ أليست قضية الحوض المنجمي في جوهرها قضية اجتماعية كان الاتحاد أولى بتبنيها ومعالجتها؟ فماذا فعل الاتحاد لصالحهم؟ ألم يكن متسببا في ما آل اليه وضعهم؟ألم يتخلى عنهم بمختلف الأساليب كالتجريد وغض الطرف عما حدث بالحوض المنجمي واعتماد استرتيجية النعامة بما تعنيه من تقصير في البداية ثم عمل فيما بعد بمقولة "أقتله وسر في موكب جنازته" بما يعني ذلك من دلالات النفاق؟

وهكذا فقد ورد حديثك عن الحوض المنجمي ضمن حديثك ومزايداتك عن غزة بهدف التغطية عن تقاعسك وتقاعس القيادة التي تنمي اليها وعدم القيام بالواجب ازاء مناضلي أبناء الحوض المنجمي والا فلم تتحدث ، بشيئ من الاستطراد والتفصيل عن جرائم الحرب ضد الكيان الصهيوني الغاشم، في حين يبدو أسلوبك ضبابي وديماغوجي عند تطرقك الى مسألة مساندتك لقضية مناضلي الحوض المنجمي اذ تقول "قضية أبناء الحوض المنجمي قضيتنا... ونحن قادرون على ادارة الخلافات والصراعات داخليا"، اذ لا يخفى على كل قارئ، مهما تكن قدرة ادراكه، أن كلامك هذا هو محض تهرب من المسؤولية بل تبرير لما آلت اليه المنظمة التي بوأت نفسك للتعبير عنها، من تنصل عن القضايا النقابية العادلة.
فالجميع يعلم أن المنظمة الشغيلة قد مارست الاقصاء والتهميش في حق العديد من مناضليها، وما عرفه مناضلو الحوض المنجمي أخيرا من تنصلكم الا استمرار لما دأبتم عليه طيلة العقود الثلاثة المنصرمة وخاصة منذ انعقاد مؤتمر سوسة في سنة 1989.

ولئن ارتأينا ألا نستغرق في مجادلتك بخصوص حديثك عن المفاوضات المتعلقة بقطاعات التعليم العالي والطبي وشبه الطبي تاركين الأمر لهم باعتبارنا نحترمهم ونعتبرهم أدرى منا بشؤونهم وخاصة بخفايا "هذه الدورة من المفاوضات"، فاننا نسجل عليك أنك لا تتحدث عن الموضوع باعتبار صفتك النقابية بل تتقمص دور المسؤول السياسي حيث ورد في تصريحك ما يلي "انهم (أي الأطباء) مدعوون الى الاسهام الفعال في الارتقاء بعطاء القطاع الصحي العمومي وتأهيله ليتمكن من منافسة القطاع الخاص" وانهم (أي مدرسي التعليم العالي ) مدعوون أيضا الى التأقلم المعرفي مع ما يشهده التعليم العالي من تغيرات" والأنكى من ذلك أنك تعتبر هذه الأمور هي شرط تحسين قدرتهم الشرائية وبالتالي فانك مرة أخرى تتهرب عن وضع المطالب النقابية لهذه القطاعات خارج العمل النقابي، وتتقمص دورا آخر غير دورك كمسؤول نقابي.

وأما بخصوص تطرقك الى المعارضة النقابية ومواقفك ممن ينتقد الممارسة النقابية وممن تصفه بالانتهازية في علاقته بال"مواقع القيادية" فلا بد أن يعرف القاصي والداني أنك اياك تقصد ومن كان في زمرتك، فهل نسيت أن دخولك للمكتب التنفيذي كان قد تفضل به عليك الأمين العام السابق بعدما سخرت ذاتك لخدمته والتعبيرله عن الولاء التام؟ واذا كانت ذاكرتك قصيرة فأذكرك بالبرقية التي أرسلتها من وراء البحار لتأييد قرار الطرد التعسفي الصادر عن "أمينك" العام السابق ضد أحد أعضاء المكتب التنفيذي وهو عبد المجيد الصحراوي؟ وهل نسيت المهام التي كلفك بها الأمين العام السابق و أنجزتها بالطريقة التي تجعلك منه أقرب؟ وهل نسيت الكيفية التي بها تمكنت من اقتناء منزل فخم ومن الحصول على منافع عديدة أخرى...؟ ثم ، وهو الأنكى والأدل على قمة الانتهازية، عندما أقيل الأمين العام السابق انقلبت من الضد الى الضد فبادرت بعقد ندوة صحفية لغاية التشهير به وبممارساته..؟
وعندما تولي الأمين العام الحالي منصبه، بادرت بالارتماء في أحضانه بكل السبل ومنها دعوتك اياه الى بلدتك حيث أعدت له والدتك طقوس الضيافة المناسبة لمقامه وقد ارتفع في نظرك لغاية أن توصيه بك خيرا؟

وبعد هذا، كيف يحق لك أن تتحدث عن الرصيد النضالي للاتحاد العام التونسي للشغل وعن تضحيات مناضليه والحال أنك لم تشهد أيا منها لأنك حديث العهد بالعمل النقابي ثم لأنك لم تلتزم بما كان التزم به كل نقابي أصيل من تفاني وتضحية ومن رغبة في العمل الجاد واحترام مناضلي الاتحاد الحقيقيين بل كنت من تنكر لهم وزايد عليهم.
ان النقابيين الصادقين الذين تم اقصاؤهم من حظيرة الاتحاد والذين سمحت لنفسك بالتطاول عليهم والتنكر لهم ومهاجمتهم اولئك الذين لا يشاركونك الانتهازية و الانضباط للتعليمات والاصطفاف و الانساس لافتكاك المواقع التي لا تستحقها.
وانهم لازالو على العهد أوفياء لدماء شهداء الحركة النقابية ولتضحيات مناضليها عبر مختلف العقود، رغم ما تعرضو له من ممارسات مشبوهة من قبل من هم من صنفك وأمثالك مما آل بمسيرة الاتحاد الى الانحراف والتردي وهو ما يبرر معارضة القيادة الحالية بكل الأشكال الممكنة داخل الهياكل النقابية وخارجها بما في ذلك التعددية النقابية حتى يسترجع العمل النقابي حركيته واشعاعه ودوره النضالي القويم.


بوبكر المقبلي
مناضل نقابي من قطاع المعادن بتونس

ليست هناك تعليقات: