الأحد، 11 يناير 2009

راي حر للنقابي بشير الحامدي

11 ديسمبر 2009

التسويق للتخاذل والتذيل للبيروقراطية

بشير الحامدي

يتأكد من يوم إلى آخر الهوة التي أصبحت تفصل مواقف مكتبي نقابتي التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي عن مواقف قواعد القطاعين ومستوى تردي الممارسة النقابية لهذين الهيكلين. لقد أشرنا في محطات سابقة كثيرة إلى تحول هذين الهيكلين إلى هيكلين مصطفين علنا وراء بيروقراطي الجهاز التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل يأتمران بأوامره ويمرران سياساته ومناوراته.

لن نذكر بالاتفاقيات التي أمضاها هذا الهيكلان مع وزارة الإشراف في السنتين الأخيرتين هذه الاتفاقات التي بموجبهما وقع شل وإفشال نضالات رجال التعليم وهو وضع أدى بالقطاعين إلى السقوط في حالة من الفراغ النقابي خططت له سلطة الإشراف واستفادت منه أيما استفادة وفسح المجال واسعا أمام البيروقراطية النقابية لتتصرف في الشأن النقابي كما يحلو لها. لن نذكر بأداء نقابة التعليم الثانوي في ما يخص الأساتذة الثلاثة الذين وقع طردهم تعسفا لمشاركتهم في إضراب قطاعهم ولاعن موقفها من إضراب الجوع الذي خاضوه وناورت وفرضت حله بالقوة دون تحقيق أي مكسب. ولا بالموقف المخزي والجبان الذي وقفته النقابة العامة للتعليم الابتدائي بمواجهة حملة تجريد مناضلي القطاع السنة الفارطة دون سبب ولا كذلك بموقف النقابتين من المنشور 83 سيئ الذكر ولا من انتفاضة الحوض المنجمي وسكوتهما عن الموقف الخياني الذي اتخذه الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية الذي أصطف وراء السلطة وشرع بذلك كل ما أتته من تجاوزات وقمع ومحاكمات جائرة وترهيبية. لن نذكر كذلك بما أتاه هذان الهيكلان بعد محاكمات قيادات انتفاضة الحوض المنجمي وكيف انبريا يلمعان صورة الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية ويوهمان المنخرطين بأن موقف هذا الجهاز قد تغير من انتفاضة الحوض المنجمي في محاولة مفضوحة للتغطية على خيانته السابقة وإظهاره بمظهر المدافع عن الحريات وحقوق الإنسان.

إن ما دعانا إلى العودة إلى مثل هذه الأمور وفي مثل هذا الوقت بالذات هو الموقف و الطريقة التي تعاطي بها هذان الهيكلان مع يجري في غزة والتي لا تعكس غير تشبث هذين الهيكلين بمواصلة نفس السياسة سياسة ذر الرماد على العيون وبيع الأوهام ورفض كل تعبئة وتسويق كل ذلك على أنه نضال نقابي انسجاما مع سياسة جهاز البيروقراطية.

في الوقت الذي اهتزت فيه الدنيا بالمظاهرات في كل بلدان العالم تنديدا بالحرب الإجرامية التي تنفذها الدولة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة اكتفت نقابتا التعليم الابتدائي والثانوي بإصدار ورقة إعلامية تطلب فيها من منخر طي القطاعين [بتخصيص 15 دقيقة وقت الراحة من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة العشرة والربع يومي الثلاثاء 6 جانفي 2009 والأربعاء 7 جانفي 2009 بقاعة الأساتذة والمعلمين لمناقشة الوضع في غزة وتوزيع البيانات الصادرة عن هياكل الإتحاد والنقابتين العامتين ولتنظيم جمع الأدوية...]

يا له من أداء نقابي ! هاهما نقابتينا تنظمان المساندة وها هما تطالباننا بأن نناقش الوضع في غزة. هذا هو النضال الذي تدعونا النقابتان لممارسته. نقابتا التعليم تعرفان أن ما تدعوان له هو من تحصيل الحاصل ولا يستدعي ورقة إعلامية للتذكير به وأن طموحات ومطالب القاعدة أكبر من ذلك بكثير. كميات الأدوية أكثر من 40 طنا دليل وشاهد على أن القطاعين قادران على مساندة فاعلة وتعبوية يعبر فيها رجال التعليم في تونس عن مساندتهم للشعب الفلسطيني في غزة وعن تنديدهم بكل ما تأتيه آلة الحرب الصهيونية وداعميها من جبهة الحرب بمن فيهم الدكتاتوريات العربية . لماذا لم تقرر النقابتان إضرابا عاما في القطاعين ولماذا لم تدع إلى تنظيم المسيرات و الإعتصامات للمساندة ومن أجل فرض حق التعبير والرأي والتظاهر لفضح العدوان وكل السياسات المتواطئة مع العدوان.

موقف وأداء نقابتي التعليم برهن عليه المتحدثان باسم النقابتين في الكلمتين اللتين ألقياها في تجمع يوم 10 جانفي وخصوصا ممثل التعليم الثانوي والذي كان أكثر وضوحا على إثر عودة منخر طي القطاعين إلى ساحة محمد علي بعد أن منعهم البوليس من مواصلة مسيرتهم بالضرب والتعنيف و بالهراوات حيث لم يجرؤ حتي على التنديد بهذه الممارسات ومرّ عليها مرورا لا بل أعلن عن رفع التجمع لما طالبه الحضور بالنزول إلى الساحة والكف عن التسويق للتخاذل والتذيل للبيروقراطية.

في الأخير نقول إن نقد وتجاوز الأداء النقابي لنقابتي التعليم الثانوي والتعليم الابتدائي مهمّة نقابية قائمة الذات ومطروحة على كل منخرطي هذين القطاعين ولابد من القيام بها في مواجهة هؤلاء الذين اصطفوا وراء الجهاز البيروقراطي و قطعوا كل صلة لهم بالعمل النقابي المناضل.

بشير الحامدي

ليست هناك تعليقات: