الاثنين، 29 ديسمبر 2008

بيان الى الراي العام الوطني والاعلامي - الصحفية بشرى السلامي


أمام ما تواجهه بعض الأقلام الصحفية الشابة من انتهاكات ومن أشكال هشة للتشغيل و التي غالبا ما تؤدي إلى اختلال التوازن في القطاع و خاصة أمام ما تقدم لي من تجربة في الخصوص أردت أن أتوجه إلى الرأي العام الوطني و كافة العاملين في القطاع الصحفي بهذا البيان لمزيد تبيين ما يعانيه الصحفيون الشبان داخل مؤسسات تديرها سماسرة للإعلام لا هدف لهم سوى الاستثمار في مجال الفكرة.
أولا تجدر الإشارة إلى أن عمر هذه التجربة لم تتجاوز السنة لكني تعرضت خلالها إلى عدة تجاوزات تتعلق بعضها بالأخلاق الصحفية التي يجب توفرها في المؤسسات الإعلامية في حين يتعلق البعض الأخر بالجانب المادي و من بين التجاوزات التي عايشتها داخل دار الخبير نجد:
• الاستناد في العلاقة الشغلية على الأشكال الهشة للتشغيل (عقود التربص للإعداد للحياة المهنية) وهو ما يتنافى تماما مع المواثيق الدولية التي تكفل للصحفي حقه في العيش الكريم . ولعل مثل هذه الأساليب قد خولت لصاحب المؤسسة التلاعب بقوت الصحفيين بجعلهم عرضة للطرد في أي وقت دون الحصول على استحقاقاتهم و الأمثلة كثيرة فقد تم طرد ي من العمل مؤخرا على خلفية نشاطي النقابي أما الزميل طارق ألسعيدي فقدتم طرده بسبب مطالبته الحصول على أجره لمدة 4أشهر وكذلك الشأن بالنسبة للزميلتين هدى الطرابلسي و لمياء الو رغي وغيرهما و يجب التذكير بأن انتهاء هذا النوع من العقود يعني بالضرورة قطع كل علاقة شغليه مع الصحفي الذي يجد نفسه فجأة بين مخالب البطالة.
• تعمد مدير المؤسسة اهانة الصحفيين العاملين لديه بعدم توفير أماكن لائقة للتحرير أو حتى مختلف الأدوات الأخرى التي تسهل لهم عملهم كالانترنت أو التلفاز أو حتى الجرائد الأخرى.
• استنزاف مجهود الصحفي من خلال إجباره على تقديم مقال أو أكثر يوميا وهو ما يتعارض مع المواثيق الدولية أو حتى القيم الأخلاقية خاصة مع غياب كلي للمنح الإضافية كمنحة المظهر و منحة التنقل و منحة الساعات الإضافية و غيرها.
• التأخير المتعمد في إسناد الرواتب الشهرية بحجة انقطاع سبل تمويل الجريدة لكن في المقابل الإصرار على إبقاء باب الانتداب مفتوحا ذلك أن فترة التربص التجريبي التي يقوم بها الصحفي داخل هذه المؤسسة غالبا ما تكون مجانية.
• أما النقطة الخامسة و المخالفة كذلك للقانون فهي تتمثل في عدم تمكين الصحفيين العاملين داخل المؤسسة من تغطية اجتماعية تكفل لهم العلاج المجاني.
إذن فان ظروف العمل لدى هؤلاء السماسرة لا يمكن أن تستجيب لأي من المعايير الإنسانية أو القوانين الشغلية المنظمة للقطاع وطنيا أو دوليا بالإضافة إلى حتمية معايشة هاجس البطالة الذي يتربص بهم في كل لحظة... لذا أهيب بالرأي العام الوطني و رجال الإعلام القيام بوقفة جماعية تضع حدا لمثل هذه الانتهاكات في حق الصحفي كانسان أولا و كعنصر نوعي ثانيا من أجل أن يكتمل المشهد الإعلامي وأن تفتح أفاقا جديدة أمام الصحفي الشاب لتضمن له عيشا كريما.

الصحفية بشرى السلامي

ليست هناك تعليقات: