السبت، 27 ديسمبر 2008

راي حر - النقابي بشير الحامدي

تونس في 19 ديسمبر 2008

تجمع نقابي في ساحة محمد علي يندد بالمحاكمة غير

العادلة الترهيبية لمناضلي انتفاضة الحوض المنجمي ويطالب بضرورة تفعيل المساندة النقابية وتجاوز نضال البيانات



بشير الحامدي



انتظم يوم 19 ديسمبر 2008 في ساحة محمد علي بالمقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل تجمع نقابي لمساندة انتفاضة الحوض المنجمي وللمطالبة بإطلاق سراح مناضليها السجناء والذين صدرت في حقهم أحكام جائرة وترهيبية يوم 11 ديسمبر الجاري في محاكمة غير عادلة لم يتمّ فيها حتى استجوابهم و إفتقدت فيها أبسط حقوق الدفاع ضمّ عددا كبيرا من النقابيين من مختلف القطاعات تلبية للنداء الذي كانت تقدّمت به المكاتب التنفيذية لخمس قطاعات [ التعليم الابتدائي ـ التعليم الثانوي ـ التعليم العالي - الصحة ـ أطباء الصحة العمومية ـ البريد ].


وكالعادة حاصر البوليس ساحة محمد علي وسدّ منافذ الدخول إليها مانعا النقابيين من الالتحاق بالتجمع. وككل مرّة تصدى النقابيون لهذه الممارسات ورفعوا الشعارات المندّدة بها وتمسكوا بحقهم في التجمع والتظاهر والتعبير عن الرأي.


وبرغم محاصرة البوليس وبرغم قساوة الطقس فقد رابط النقابيون في الساحة لأكثر من ساعة ونصف غير مبالين بنزول الأمطار وهم يرددون الشعارات التالية [ الثبات الثبات ضد حكم المافيات ـ الثبات الثبات ضد قضاء التعليمات ـ شادين شادين في سراح المساجين ـ ولد المنجم لا تهتم الحرية تفدى بالدم ...] في وقفة نوعية وشجاعة ومعبرة موجهة للسلطة وللمركزية النقابية في نفس الوقت رافضين موقف اللجنة التي دعت إلى هذا التجمع والتي أصرّت على إدخال النقابيين إلى القاعة مهددة بالإعلان عن إنهاء التجمع إذا تواصل في الساحة في محاولة منها لإرضاء الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية المعارض لمثل هذه التحركات ولكل تحرك يشتم منه رائحة التعبئة.


إثر هذه الوقفة المعبرة والتي شارك فيها أغلب الحضور التحق النقابيون بقاعة حشاد التي رابطت فيها اللجنة مع نفر قليل وقاطعت التجمع المقام في الساحة. وهناك تداول النقابيون على أخذ الكلمة وحسب التدخلات يمكن رصد موقفين اثنين حول المسألة التي كانت موضوع النقاش وهي كيف يجب على النقابيين اليوم تفعيل مساندتهم من أجل إطلاق سراح مساجين انتفاضة الحوض المنجمي.
موقف أول عبرت عنه اللجنة التي نظمت هذا التجمع دعا إلى إطلاق سراح المسجونين وحصر المساندة في ضرورة انعقاد هيئة إدارية وطنية في جهة قفصة في القريب تتزامن مع إقامة تجمع هناك للمطالبة بإطلاق سراح المساجين وأكد أصحاب هذا الموقف على أنه من واجب كل النقابيين إنجاح هذا المقترح. هذا الموقف و كما يلاحظ موقف وضع الأمر برمته بين يدي الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية واستند على الرأي الذي عبر عنه عضو اللجنة الذي ترأس الاجتماع والذي قال أن جهاز البيروقراطية النقابية التنفيذي موقفه اليوم يختلف عن موقفه بالأمس من انتفاضة الحوض المنجمي لذلك لابد من تثمين هذا التحول وتبنيه ومسايرته. في الحقيقة هذا الرأي ليس هناك من وقائع ملموسة تؤكده فسياسة الجهاز البيروقراطي مكشوفة ومعروفة لدي أوسع النقابيين لذلك لا يمكن رده إلاّ لمحاولة بائسة من هؤلاء الحرس الصغار لتلميع صورة الجهاز الذي يدينون له.


موقف ثان عبر عنه أغلب المتدخلين ندد بالمحاكمة غير العادلة وطالب بإطلاق سراح المساجين فورا ونادى بضرورة تفعيل المساندة النقابية وتجاوز نضال البيانات وأدان موقف جهاز البيروقراطية الذي لم يرتق إلى موقف مناضل منحاز ومدافع صراحة عن مساجين انتفاضة الحوض المنجمي باعتبار أن هذا الجهاز رفض ومنذ انطلاق الانتفاضة ومازال يرفض وإلى اليوم تعبئة النقابيين لتفعيل المساندة. لذلك طالب هؤلاء بضرورة أن تتحمّل المكاتب التنفيذية القطاعية مسؤولتها في أخذ المبادرة وتنضبط لمطالب وقرارات منخرطيها وتتخطى نضال البيانات وسياسة الارتهان بموقف الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية. فوحدها مساندة نضالية تعبوية فاعلة يمكنها أن تفرض إطلاق سراح مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي ولن يكون ذلك إلاّ بالانطلاق فورا في تنظيم تجمعات مساندة في كل الاتحادات الجهوية تنتهي بتنظيم يوم وطني للمساندة في ذكرى انطلاق الانتفاضة والبدء في تنفيذ إضرابات قطاعية دورية لا تتوقف إلاّ إذا أطلق سراح هؤلاء المساجين.


في آخر الاجتماع وقع التذكير بالمقترحات المقدمة من قبل الحاضرين وأعلن رئيس اللجنة التي دعت للتجمع بأن اللجنة ستدرس هذه المقترحات وستعلن عن قراراتها فيما بعد.

تمنياتنا أن لا تذهب مقترحات أغلبية النقابيين الحاضرين اليوم في التجمع أدراج الرياح كما ذهبت قرارات ومقترحات قاعدية أخرى سابقة حول عديد القضايا لعل أبرزها قضية [ المجردين ] وقضية أساتذة التعليم الثانوي الثلاثة الذين قاموا بالإضراب عن الطعام السنة الفارطة من أجل حقهم في الشغل وقضية أساتذة التعليم العالي الثلاثة [ نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي] وغير ذلك كثير.


بشير الحامدي

ليست هناك تعليقات: